علق عدد من الصحف البريطانية، أمس، على إعلان السعودية تشكيل تحالف يضم 34 دولة إسلامية لمكافحة الإرهاب، مشيرة إلى أن السعودية تريد أن تلعب دور الشرطى الإقليمى فى المنطقة. واعتبرت هذه الخطوة انعكاسا لقلق الرياض إزاء توسيع رقعة التدخل من جانب النظام الإيرانى الشيعى فى الخليج، المنافس الرئيسى لها، إلى جانب الاتفاقات النووية بين طهران وحلفاء السعودية الغربيين التقليديين.
وقالت صحيفة إندبندنت البريطانية، فى تعليقها على التحالف الجديد، إنه يفشل فى ضم لاعبين رئيسيين فى المنطقة، ومن بينهم إيران والعراق وسوريا.
وأشارت إلى أن السعودية تضم تحالفا من 34 دولة لمكافحة الإرهاب، ولكن ليس هناك ذكر لـ«تنظيم الدولة الإسلامية». وأضافت أن السعودية أعلنت تشكيل التحالف الإسلامى الدولى، عقب أشهر من الضغوط على دول الخليج، كى تفعل المزيد من أجل التعامل مع التشدد المسلح فى الشرق الأوسط. وتابعت: «تم الإعلان عن التحالف الجديد، فى مؤتمر صحفى عُقد بالرياض، التى ستكون بمثابة مركز العمليات، لكنه واجه انتقادات فورية، بسبب الفشل فى شجب واستهداف تنظيم الدولة الإسلامية بشكل خاص». وقالت إن إيران، المنافس الإقليمى الرئيس للسعودية، لم يتم ضمها فى القائمة، وكذلك الحكومة العراقية التى يسيطر عليها الشيعة أو نظام بشار الأسد السورى، وإن القائمة تشمل دولة فلسطين المعترَف بها جزئيا، وجزيرة جزر القمر الأفريقية الصغيرة، التى لا يتجاوز جيشها 500 جندى. واعتبرت صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية الخطوة السعودية إشارة أخرى من المملكة إلى سياسة التدخل المتنامية التى تنتهجها، وسط ما وصفته الصحيفة بـ«صراعات بالوكالة» مع منافستها إيران وتزايد وتيرة التشدد المسلح السنى. وربطت الصحيفة بين تشكيل التحالف والجهود الدولية المزمعة، للنظر فى الصراعات الطائفية الإقليمية كالحروب الأهلية المندلعة فى كل من سوريا واليمن. وذكرت
أن هذا التحالف هو خطوة أخرى من جانب السعودية فى مسعاها للعب دور الشرطى الإقليمى، فى حين أن الرياض قلقة بشأن توسيع رقعة التدخل فى العالم العربى من جانب منافستها إيران الشيعية. وأضافت: «السعودية قلقة أيضا بشأن الاتفاق النووى بين حلفائها الغربيين التقليديين وإيران ورفضهم قصف نظام بشار الأسد
